تشارك بعض الصحف والمواقع الإعلامية العربية والغربية منذ أيام في حملة تحريضية تتناقل من خلالها خبراً مفاده أن الحريق الذي شبّ في مركز «فيلاجيو» التجاري في العاصمة القطرية أواخر الشهر الماضي (وأودى بحياة ١٩ شخصاً) هو «من تدبير الاستخبارات السورية والإيرانية ومن تنفيذ حزب الله». وتربط تلك المواقع الموضوع بقضية صرف موظفين لبنانيين من إمارة أبو ظبي في الأسابيع الأخيرة.
نصّ الخبر الموحّد تناقلته منذ ٤ أيام مواقع مثل «مفكرة الإسلام» و«الساحة العربية»، وصحف كـ«السياسة» الكويتية، وهو منقول «عن مصادر استخبارية مطلعة». وبعدما نفت وزارة الداخلية القطرية صحة تلك الأخبار، وكررت تأكيدها أن الحريق كان «حادثاً لا متعمداً أو عملاً إرهابياً»، نشر موقع «ستراتفور» الاستخباري الاميركي أمس تقريراً يناقض ما أعلنه المسؤولون القطريون. تقرير «ستراتفور» يشير الى إمكان «تورّط موظف لبناني شيعي في ارتكاب حريق متعمد في «فيلاجيو»، وبالتالي تورط حزب الله في الأمر».
«ستراتفور» بنى تقريره على «معلومات» مصدرها «مشرّع سنّي بحريني يدعى سلمان بن حمد الشيخ»، و«مسؤول حكومي قطري» لم تكشف عن اسمه، اضافة الى «مصادر عملائها» في المنامة والدوحة. التقرير نقل عن الشيخ قوله إن «حريق فيلاجيو هو من تنفيذ خلايا نائمة تابعة للاستخبارات السورية والايرانية». الشيخ اتهم سوريا أيضاً بتنفيذ حرائق متعمدة اخرى يومي ٢٩ و٣٠ أيار الماضي في «معهد الطيران القطري، ومدرسة للبنات، وسوق وفيق في الدوحة»، كما لفت الى حرق ١٧ سيارة في البحرين خلال الأيام الخمسة الماضية.
«ستراتفور» لا يصدّق نفي المسؤولين القطريين تورط سوريا وإيران في الحريق، ويقول إن «قطر لا تستطيع الاعتراف بأنها تعرضت لعمل مدبّر من إيران بغية الحفاظ على علاقاتها التجارية معها». تقرير «ستراتفور» ينقل عن مصدر حكومي قطري أن «السلطات القطرية تشتبه في أن الحريق كان متعمّداً، وقد أوقفت مشتباً به لبنانياً شيعياً متهماً بمساهمته من خلال عبثه برشاشات المياه في المتجر قبيل اندلاع الحريق». التقرير يربط الحدث بموجة ترحيل الموظفين اللبنانيين من أبو ظبي، مشيراً الى اندلاع سلسلة من الحرائق فيها أخيراً. ويخلص الموقع الأميركي الى أن سوريا وإيران يستخدمان «وسيطهما اللبناني» حزب الله في تنفيذ أعمال تخريبية للضغط على «دول التعاون الخليجي من أجل وقف دعم الثورة السورية». ويتوقع «ستراتفور» أن تشهد كل من أبو ظبي والدوحة والكويت والسعودية والبحرين «هجمات» أخرى في المستقبل.